سيدي بلعباس تسجّل قفزة في مجال الطاقة

مشاريع لرفع الغبن بمناطق الظلّ 

سيدي بلعباس: نسرين.ب

 

عرفت ولاية سيدي بلعباس قفزة نوعية في مجال الطاقة والطاقة المتجدّدة بعد أن تدعّمت بمشاريع كبرى منها ما دخل حيز الخدمة ومنها ما تقارب أشغاله على الانتهاء، من شأنها إنعاش اقتصادها وخلق الثروة بها وتوفير مناصب عمل العمل لشبابها.


  من المشاريع الكبرى، مشروع توسعة مركز تخزين الوقود المتواجد بالمنطقة الصناعية لمدينة سيدي بلعباس، الذي تدعّمت به المؤسسة العمومية نفطال، والذي تقارب أشغاله على  الانتهاء بعد أن سجلت نسبة انجاز بـ 95بالمائة  وينتظر وضعه حيز الخدمة بعد ربطه بالكهرباء وإجراء التجارب التقنية من طرف خبراء أجانب.
هذا المركز يتمّ تزويده بالوقود بواسطة أنبوب من معمل التكرير لأرزيو ليضمن توزيع المادة لمناطق الجنوب الغربي للوطن، خاصة ولاية بشار وسعيدة كما وستسمح المنشأة ذات البعد الاستراتيجي استقلالية من حيث التخزين لمدة 30 يوما بدل 5 أيام.
وحسب البطاقة التقنية للمشروع الثالث من نوعه على المستوى الوطني الذي استفادت منه سيدي بلعباس بعد ولاية قسنطينة والعاصمة، فإن المركز يتربّع على مساحة 50 هكتارا انطلقت أشغال توسعته شهر أفريل 2013 بغلاف مالي قدر بـ 15 مليار دج، سيمكن من رفع سعة التخزين من 8400 متر مكعب إلى 180 ألف متر مكعب من الوقود.
ويتكوّن من 6 حاويات بسعة 5000 متر مكعب من البنزين العادي والممتاز و6 حاويات لتخزين 25 ألف متر مكعب من المازوت وشحنة ماء للحرائق بسعة 5100 متر مكعب وحاوية لاسترجاع المياه الزيتية بسعة 500 متر مكعب ومحطات للتحميل والتفريغ للعربات ومحطة لتحميل الشاحنات ومضخة بنزين، ومحطة معالجة المياه الزيتية، وحدة استعادة البخار ومخبر تحاليل وغرفة مراقبة ومحطة كهربائية وإدارة ومرافق أخرى، يكون نقل الوقود عن طريق البر أو بالسكة الحديدية.
 وحسب المسؤولين عن قطاع الطاقة، فإن المشروع عند دخوله حيز الخدمة سيساهم بالإضافة الى تحسين برنامج توزيع الوقود، التقليل من الحوادث عبر الطرق، وكذا انتعاش الاقتصاد المحلي وخلق ثروة وتلبية احتياجات المواطن.
 هذا وتتوفر نفطال على مركز تعبئة لغاز البترول السائل متواجد بالمنطقة الصناعية والذي يتكون من خزانين بسعة 200 متر مكعب للواحد، محطتين للتحميل والتفريغ، وخط تعبئة بسعة 1200 (ب ) 13 في الساعة، و أنبوب غاز البترول السائل يحول المادة من ارزيو الى سيدي بلعباس، لتمويل 15 دائرة و52 بلدية. 
الطاقة المتجدّدة البديل
 وأصبح للطاقة المتجدّدة دور مهم كبديل للكهرباء لتموين العديد من المناطق بالولاية، خاصة تلك التي تقع بمناطق الظل والمناطق النائية التي يصعب توصيل الكهرباء والغاز إليها بسبب تضاريسها الوعرة وأيضا بسبب غياب شبكات الصرف الصحي.
 فمنذ سنة 2016، تدعّمت بلدية الضاية بمحطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالألواح الشمسية، هذه المحطة تندرج ضمن البرنامج الوطني لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجدّدة مزودة بـ 23904 لوحة شمسية لإنتاج 12 ميغا وات يوميا وتمد مركز تحويل الكهرباء ذي 60 كيلو فولت لبلدية تلاغ بالطاقة ما يمكنه من توزيع الكهرباء على بلديات جنوب الولاية والإدارات المتواجدة بالمناطق المعزولة بها، وكذلك سيتمّ استعمالها لجلب الماء الصالحة للشرب من شطّ الشرقي والشط الغربي.
المشروع أنجز بغلاف مالي يقدر بـ2.7 مليار دج مجهز بكل التجهيزات الضرورية وبالألواح الشمسية من إنتاج المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية بسيدي بلعباس، يوظف حاليا 43 عاملا بين إطار استغلال وتقنيين وأعوان أمن.
ويعتمد حاليا على الطاقة الكهروضوئية في ربط الآبار لضخ المياه لسقي الأراضي الفلاحية وربط السكنات الريفية المبعثرة، حيث برمجت مديرية الطاقة سنة 2020 ربط 500 سكن ريفي مبعثر بالطاقة الشمسية، عبر عدد من مناطق الظلّ، استفادت منها إلى غاية 2021، 257 عائلة من الطاقة وربط ما يقارب 70 مسكنا آخر خلال الأيام الماضية.
  كما تمّ برمجت 106 مدرسة ابتدائية وتدعيم 2500 نقطة عبر الشوارع، بالإنارة العمومية عن طريق الطاقة المتجدّدة، من مجموع 90 ألف نقطة ضوئية بالولاية. وتسير مديرية الطاقة العملية حسب الأولويات وحسب الموارد المالية المتوفرة لديها بغية رفع الغبن عن سكان المناطق المبعثرة
والفلاحين بالمستثمرات البعيدة عن شبكة الكهرباء الذين كانوا يعتمدون على المولدات الكهربائية لتشغيل معداتهم الفلاحية ومزاولة نشاط تربية الدواجن والأغنام، ما يكلفهم أعباءً مالية كبيرة.
 وأضاف ذات المصدر، بأن ربط المستثمرات الفلاحية المبعثرة بالطاقة الكهروضوئية لا يتطلّب أشغالا كبيرة تدوم لسنوات وأغلفة مالية هامة، بالإضافة إلى أن استعمال الطاقة الشمسية يمكّن أيضا من تثبيت الفلاحين بمستثمراتهم وتطوير الفلاحة ونشاط تربية الحيوانات ويحافظ على البيئة من الإفرازات الغازية.  
وكتجربة أولى تمّ استعمال الطاقة الشمسية في ضخّ المياه الجوفية الصالحة للشرب، ببلدية رجم دموش بجنوب الولاية، من بئر عميقة لتزويد ما يقارب 300 عائلة بالماء الصالحة للشرب.
 ولأن تكاليف ربط السكنات المبعثرة والمتواجدة بالمناطق الصعبة التضاريس أصبح يستلزم البحث عن البدائل لتحسين المستوى المعيشي للعائلات، فقد اعتمدت مديرية الطاقة أيضا على غاز البروبان كبديل للغاز الطبيعي لتزويد العائلات بالمادة الحيوية، خصّصت له غلافا ماليا يقدر بـ385 مليون دج.
  التجربة التي استفادت منها ما لا يقل عن 70 عائلة زودت بثماني قارورات غاز البروبان، سعتها 35 كلغ على أن يتمّ ملؤها كل 6 أشهر من قبل أعوان نفطال وبأقل تكلفة وخلال فصل الشتاء سجّلت مديرية الطاقة زيادة الطالبات بعد أن تبثت نجاعة المشروع وقلة تكاليفه عكس غاز البوتان.
 وبلغت نسبة ربط السكنات بالغاز الطبيعي عبر تراب ولاية سيدي بلعباس 99 بالمائة ولأسباب تقنية يستحيل ربط السكنات التي لا توجد بها شبكات الصرف الصحي، وصلت نسبة الربط بالكهرباء 95 بالمائة كلها مشاريع من شأنها تحسين المستوى المعيشي بمناطق الظل التي أغلب سكانها من الطبقة الكادحة الفقيرة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024